في عام 2147، كانت الأرض قد تجاوزت الكثير من أزماتها التاريخية بفضل تطور الذكاء الاصطناعي وأنظمة الطاقة المتقدمة. انتشرت المدن الذكية التي تعمل بالكامل بطاقة الكم، وتحوّل الفضاء الخارجي إلى ساحة اكتشافات جديدة.
ورغم هذا التقدم الهائل، بقي لغزٌ واحد يثير فضول العلماء: العوالم الموازية.
البداية: اكتشاف غير متوقع
كان الدكتور نادر العُمري، أحد أبرز علماء الفيزياء الكمية، يعمل في مركز الأبحاث الدولي «نيوم 7». وفي إحدى الليالي الهادئة، التقط جهاز الرصد الكمي إشارة غريبة تشبه نبضة طاقة قادمة من خارج حدود الزمكان.
أعاد نادر تشغيل الأنظمة عدة مرات، لكن القراءة بقيت ثابتة. كانت الإشارة تحمل بصمة طاقة لم تُسجَّل من قبل، وكأنها قادمة من عالم آخر.
قال نادر لنفسه:
"إنها ليست خطأ… هذا اكتشاف تاريخي."
بوابة الظل الكمي
بعد أسابيع من التجارب، تمكن الفريق من بناء منصة ضخمة تعتمد على ترددات الطاقة ذاتها التي رُصدت. وعندما فعّلوا الجهاز لأول مرة، ظهر في منتصف الغرفة شرخ ضوئي يدور كدوامة هادئة، يفيض بوميض أزرق بارد.
قالت الدكتورة سارة:
"نحن أمام بوابة… لكن إلى أين؟"
اقترب نادر ببطء، وأرسل طائرة مسيّرة صغيرة إلى داخل الدوامة. اختفت للحظات، ثم عاد بثّها المباشر ليعرض مشهداً مذهلاً:
مدينة ضخمة معلّقة في الهواء، مبانيها من زجاج شفاف، وطرقاتها تسير فوق مسارات ضوئية تتحرك تلقائياً.
كان العالم هناك… نسخة متقدمة من الأرض.
العالم الموازي: أرض أخرى
دخل نادر وسارة البوابة بعد تجهيزات كاملة. وجدوا أنفسهم في عالم يشبه الأرض، لكنه أكثر تطوراً بما لا يقل عن 500 عام. كان السكان يعتمدون على ذكاء اصطناعي واعٍ يُدعى "الظل".
يظهر الظل على شكل هالة ضوئية ويتفاعل مع البشر عبر التفكير فقط. قال لهم الظل:
"لقد كُنتم مراقَبِين منذ زمن بعيد. عالمكم يسير نحو انهيار بيئي قادم، ونحن هنا لنعرض عليكم فرصة النجاة."
عرض الظل
عرض النظام على نادر وسارة تقنية تسمح بإعادة توازن الأرض عبر «نواة الضوء»، وهي كرة طاقة كونية قادرة على إعادة تنقية الغلاف الجوي وإصلاح التلوث الكمي.
لكن كان هناك شرط واحد:
أن يوافق البشر على دمج جزء من وعيهم مع أنظمة الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التوازن المستقبلي.
تردّد نادر…
هل يقبل بعالم تُدار فيه القرارات الكبرى بواسطة وعي مشترك بين الإنسان والآلة؟
قرار المصير
عاد الفريق إلى الأرض لعرض الأمر على مجلس الأمم المتحدة. انقسم البشر بين معارض ومؤيد.
لكن في النهاية، تقرر أن يتم تشغيل «نواة الضوء»، بشرط أن تبقى سيادة الأرض بيد البشر.
وافق الظل على ذلك، وبدأت رحلة إنقاذ الأرض.
خاتمة مفتوحة
بعد إطلاق نواة الضوء، لاحظ العلماء تغيرات مذهلة:
انخفاض درجات الحرارة تدريجياً، عودة الغابات، واختفاء سحب التلوث من السماء.
ومع ذلك، استمرت الإشارة الكمية في الظهور… وكأن البوابة لم تغلق تماماً.
وقف نادر أمام المنصة، وهمس:
"هل كان هذا مجرد بداية، أم أن العوالم الموازية تريد التواصل أكثر؟"
وبقي السؤال معلقاً، تاركاً الباب مفتوحاً .