عودة إلى الأرض
عاد الدكتور نادر العُمري ورفيقته سارة إلى الأرض عبر الممر الكمي.
وما إن وضعوا أقدامهم على المنصة، حتى اهتزت الأرض اهتزازًا خفيفًا، وكأنها تحاول التحمل قبل الانهيار.
كانت السماء تتشقق بخطوط مضيئة غريبة، والغيوم تتحرك بشكل معكوس، والطيور تدور في حلقات لا نهائية.
الزمن ينهار بالفعل.
قالت سارة بصوت منخفض:
"لم يعد لدينا وقت… يجب أن نصل إلى البوابة قبل أن تنغلق على نفسها."
البوابة الأخيرة
ظهرت البوابة فوق المحيط كدوامة ضخمة من الضوء الأزرق والذهبي، تحيط بها عواصف كهربائية وشرارات زمنية.
كانت أكبر وأخطر من كل ما شاهدوه سابقًا.
على الجانب الآخر من الدوامة، شوهدت ظلال لمخلوقات بشرية، لكنها لم تكن من العالم الموازي المعروف.
عالم ثالث… أخطر.
الحقيقة الصادمة
ظهر «الظل» أمامهما على هيئة طاقة مضغوطة، وقال بصوت أكثر اضطرابًا من قبل:
"العالم الثالث ليس متطورًا مثل عالمنا… إنه عالم يسعى للسيطرة على الزمن ذاته. البوابة الأخيرة تفتح بين العوالم الثلاثة، وإذا استمرّ تدفق الطاقة… سيغزون كوكبكم."
أدرك نادر أن الوقت ينفد.
لم يعد الهدف فقط إنقاذ الزمن… بل إنقاذ البشرية نفسها.
دمج نواة الضوء
حُمِّلت «نواة الضوء» داخل مركبة صغيرة توجهت نحو مركز البوابة.
كانت النواة تتوهج بقوة هائلة، وكأنها تشعر بما سيحدث.
قال نادر لسارة وهو يضبط آخر الإعدادات:
"عندما تندمج النواة بالبوابة، سينهار كل شيء ويُعاد الزمن إلى توازنه… لكننا لن نستطيع العودة إلى المختبر في الوقت المناسب."
نظرت إليه سارة بدهشة وخوف:
"تقصد… أننا سنعلق بين الأزمنة؟"
"ربما… أو سنتلاشى مع الانهيار."
لكن لم يكن هناك خيار آخر.
لحظة المصير
اندفعت المركبة إلى قلب البوابة.
وفي اللحظة التي لامست فيها النواة مركز الطاقة، انفجرت دوامة ضوء هائلة، وأطلقت موجة زمنية ارتدادية اجتاحت السماء والبحار واليابسة.
توقفت الطيور عن الدوران.
عادت المياه إلى مجاريها.
واختفت خطوط الزمن المتشققة…
ثم—
صمت تام.
اختفاء… أم ولادة جديدة؟
وجد نادر نفسه واقفًا في مكان مظلم بلا حدود، لا أرض ولا سماء.
مجرد فضاء أسود تتناثر فيه خطوط ضوئية كالنجوم.
سمع صوتًا مألوفًا… صوت «الظل»:
"لقد أنقذتم الأرض… لكن الزمن أعاد ترتيب نفسه. أنتم الآن في طبقة زمنية خارجية، بين العوالم الثلاثة."
ظهرت سارة بجانبه فجأة، وكأن الزمن أعاد تشكيلها.
سأل نادر:
"هل سنعود إلى عالمنا؟"
أجاب الظل:
"ربما… إذا اختاركم الزمن."
وفجأة ظهرت أمامهما بوابة صغيرة، مختلفة عن كل البوابات السابقة.
كانت هادئة، تشع بنور أبيض خفيف، وكأنها طريق العودة… أو بداية رحلة جديدة.
قالت سارة بابتسامة خفيفة رغم كل شيء:
"هل نثق بالزمن مرة أخرى؟"
أجاب نادر بثقة:
"لقد خاطرنا بكل شيء… فلنكمل الرحلة."
دخل الاثنان البوابة —
واختفيا.
النهاية… أم بداية جديدة؟
لم يعرف أحد ما حدث بعد ذلك.
ولكن خلال أسابيع، لاحظ العلماء ظهور نبضات طاقة جديدة…
نبضات تشبه تلك التي بدأت القصة كلها.
وكأن الزمن يعلن:
"لم ينتهِ شيء بعد."