أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

اخر التدوينات

بوابة الزمن الأخير

الفصل الأول: الاكتشاف



في عام 2157، اكتشفت الدكتورة ليلى الحسيني، عالمة الفيزياء الفلكية في مركز دبي للأبحاث الكونية، إشارة غريبة قادمة من أعماق الفضاء. لم تكن إشارة عادية، بل كانت نبضات منتظمة تحمل بصمات رياضية معقدة تشير إلى ذكاء متقدم.

"هذا مستحيل"، همست ليلى وهي تحدق في الشاشة الهولوغرافية أمامها. الأرقام كانت واضحة: الإشارة لم تأت من المستقبل فحسب، بل كانت تحمل إحداثيات دقيقة لموقع على الأرض، موقع سيظهر بعد ثلاثة أيام فقط.

الفصل الثاني: البوابة

في الصحراء الغربية، ظهرت حلقة ضوئية عملاقة تشع بألوان لم تعرفها البشرية من قبل. اجتمع العلماء من جميع أنحاء العالم، وكانت ليلى في طليعتهم. البوابة، كما أطلقوا عليها، كانت تنبض بطاقة هائلة، وكانت المعادلات التي درستها ليلى طوال حياتها تشير إلى حقيقة واحدة: هذه بوابة زمنية.

لكن السؤال الذي حير الجميع كان: من أرسلها؟ ولماذا الآن؟

الفصل الثالث: الرسالة

عندما اقترب فريق ليلى من البوابة، انبثقت منها كبسولة معدنية صغيرة. بداخلها، وجدوا جهازاً يشبه الحاسوب، لكنه يعمل بتقنية أكثر تطوراً بآلاف المرات من أي شيء عرفته البشرية.

عند تشغيله، ظهرت صورة ثلاثية الأبعاد لامرأة تشبه ليلى بشكل مذهل، لكنها أكبر سناً وأكثر حكمة.

"أنا أنتِ، من عام 2287"، قالت الصورة. "أرسلت لك هذه البوابة لأن البشرية تواجه خطراً وجودياً بعد ثلاثين عاماً من الآن. عاصفة شمسية هائلة ستضرب الأرض، وستمحو كل أشكال الحياة إلا إذا تصرفنا الآن."

الفصل الرابع: السباق مع الزمن

كشفت ليلى المستقبلية عن مخططات لتقنية دفاع كوكبية تعتمد على حقول مغناطيسية اصطناعية، لكن بناءها يتطلب موارد ضخمة وتعاوناً عالمياً غير مسبوق. كان على البشرية أن تتحد، أو تفنى.

واجهت ليلى معارضة شديدة من القوى السياسية والاقتصادية التي رفضت تصديق التحذير. لكنها لم تستسلم. استخدمت البوابة للحصول على أدلة ملموسة من المستقبل: صور لمدن مدمرة، بيانات علمية دقيقة، شهادات من ناجين.

الفصل الخامس: الأمل

بعد شهور من النضال، نجحت ليلى في إقناع الأمم المتحدة بتشكيل تحالف عالمي. بدأ بناء شبكة الدفاع الكوكبية، وشارك فيها علماء ومهندسون من كل دولة. كانت أكبر مشروع هندسي في تاريخ البشرية.

في عام 2187، عندما ضربت العاصفة الشمسية أخيراً، صمدت حقول الدفاع. الأرض نجت، والبشرية اكتشفت أن أعظم قوة لديها ليست التكنولوجيا، بل القدرة على التوحد في مواجهة الخطر.

الفصل السادس: الوداع

بعد نجاح المهمة، عادت ليلى إلى البوابة قبل أن تختفي للأبد. ظهرت صورة نفسها المستقبلية مرة أخيرة.

"شكراً لك"، قالت بابتسامة. "لقد أنقذتِى ليس فقط عالمنا، بل كل العوالم الممكنة. تذكري دائماً: المستقبل ليس مكتوباً، بل نحن من نكتبه بخياراتنا اليوميه."

اختفت البوابة في وميض أخير من الضوء، تاركة خلفها بشرية جديدة، موحدة ومستعدة لمواجهة أي تحدٍ قادم.


الخاتمة

وقفت ليلى تحت سماء الليل، تنظر إلى النجوم بعيون مليئة بالأمل. كانت تعلم أن رحلة البشرية نحو النجوم بدأت للتو، وأن أعظم مغامراتها لا تزال في انتظارها.

المستقبل، كما تعلمت، هو هدية نصنعها بأيدينا.

تعليقات