أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

اخر التدوينات

وادي الأرواح – الرحلة الأخيرة في العصر الحجري

 في زمنٍ سحيق، قبل آلاف السنين، حين كانت الأرض ما تزال تتشكل بطبيعتها الأولى، وتتناثر القبائل على أطراف الجبال والغابات، عاشت قبيلة كبيرة تُدعى قبيلة "هاران" قرب وادٍ ضخم يسمّونه وادي الأرواح. كان الوادي مكانًا غريبًا، يحيط به ضباب كثيف صباحًا ومساءً، وتخرج منه أصوات لا يفهمها أحد. لم يكن أهل القبيلة يقتربون منه، رغم أنه مليء بالموارد المائية والحيوانية.



رحله فى الزمان القديم 

كان السبب بسيطًا:
الجميع يعتقد أن أرواح الأجداد تحرس ذلك الوادي، وأن دخوله يعني العودة بلا روح.

لكن شابًا واحدًا لم يكن يؤمن بالخرافات… "تايل".

كان تايل شجاعًا، سريع التفكير، قوي الملاحظة، ويتميّز بفضول يجعله مختلفًا عن باقي أبناء القبيلة. لم يكن يكتفي بما يسمعه من الحكماء، بل يحب أن يعرف الحقيقة بنفسه.

الفصل الأول: الليلة التي تغيّر فيها كل شيء

في إحدى الليالي، اهتزت الأرض تحت أقدام القبيلة. دوّى صوت ضخم من جهة الوادي، أعقبه ضوء أزرق غريب اخترق السماء ثم انطفأ فجأة. خرج الناس من مخابئهم مذعورين، بينما حاول القائد “شالان” تهدئتهم دون جدوى.

قال أحد الشيوخ:
“لقد استيقظت الأرواح!”

بينما تمتم آخر:
“هذه علامة غضب. الوادي لم يعد آمنًا.”

أما تايل فكان ينظر إلى الأفق بشغف. كان متأكدًا أن ما حدث ليس له علاقة بالأرواح، بل بالظواهر الطبيعية… أو ربما شيء لم يفهمه البشر بعد.

وفي الصباح التالي، تم اكتشاف كارثة:
ثلاثة أطفال من القبيلة اختفوا قرب حافة الوادي.

أصيب الجميع بالذعر، ورفضوا الدخول للبحث عنهم. لكن تايل قال بصوت ثابت:
“لن أتركهم يموتون. سأذهب إلى الوادي… وأعود بهم.”

اعترض القائد:
“لا أحد يعود من هناك حيًا!”

أجاب تايل:
“إذن سأكون الأول.”

الفصل الثاني: بداية الرحلة

انطلق تايل مع صديقته “مايرا”، وهي واحدة من أفضل الصيادات في القبيلة، شجاعة وذكية وتحمل احترام الجميع رغم صغر سنها. كانت تؤمن بتايل، وتثق في قدرته على فعل المستحيل.

جهزا حقائبهما البدائية:
– سكاكين حجرية
– أوعية ماء
– أعشاب طبية
– مشاعل مضاءة
– وتعاويذ حماية أعطاها لهما الشيوخ

توجه الاثنان نحو الوادي، وكانت رائحة الرطوبة تزداد كلما اقتربا، والضباب يغطي الأفق كستار سميك.

قالت مايرا:
“هل تظن أننا سنجد الأطفال أحياء؟”

رد تايل:
“طالما لم نجد أجسادًا… هناك أمل.”

كان يحاول أن يبدو واثقًا، لكن داخله مليء بالقلق.

الفصل الثالث: الطريق إلى الظلال الأولى

دخل الاثنان الوادي، وبدأت الطبيعة تتغير بسرعة. الأشجار صارت أطول من المعتاد، وأصوات الطيور غابت تمامًا، كأن الغابة نفسها تتنفس ببطء.

وفجأة… ظهر شيء غريب.

كانت هناك حجارة ضخمة محفورة عليها رسوم بدائية لم يرها أي منهما من قبل. لم تكن مثل رسومات القبائل المعروفة، بل أشكال لأشخاص بأعين كبيرة، وأطراف طويلة.

قالت مايرا:
“هذه ليست من عمل البشر… أو على الأقل ليست من قبيلتنا.”

بينما كانا يفحصان الصخور، سمعا فجأة صرخة بعيدة لطفل!

ركضا نحو الصوت بكل ما لديهما من قوة.

الفصل الرابع: الهاوية المخفية

كان الصوت يأتي من خلف مجموعة من الأشجار الكبيرة. تقدّم تايل بحذر، ورأى أرضًا مكسورة تشكّل حفرة ضخمة تؤدي إلى كهف تحت الأرض.

في الداخل، رأى ضوءًا خافتًا يتحرك… وكأنه شعلة بيد أحد الأطفال.

قال تايل:
“إنهم هناك! يجب أن ننزل.”

لكن النزول لم يكن سهلًا؛ فالجدران زلقة، والهواء بارد للغاية. ومع ذلك، تمكّنا من النزول باستخدام الحبال المصنوعة من جلود الحيوانات.

لكن ما إن دخلا الكهف حتى سمعا صوتًا يشبه زئيرًا عميقًا يتردد في المكان.

قالت مايرا بخوف:
“هذا ليس صوت طفل…”

الفصل الخامس: وحش الوادي

ظهر أمامهما وحش ضخم مغطى بالشعر، ذو أنياب طويلة وعيون لامعة بلون أزرق. لم يكن ماموثًا ولا دبًا… بل مزيجًا غريبًا لم يره أحد من قبل.

كان محاصرًا للأطفال الثلاثة الذين يجلسون متكتلين على صخرة صغيرة.

صرخت مايرا:
“يجب أن نبعده عنهم!”

لكن تايل لاحظ شيئًا مهمًا…
الوحش كان مصابًا. كان هناك رمح مكسور مغروس في كتفه.

قال تايل:
“إنه ليس شريرًا، إنه يتألم.”

لكن الوحش هاجم بغضب.

الفصل السادس: المواجهة الكبرى

قفز الوحش نحو تايل، فدفع هذا الأخير نفسه جانبًا في اللحظة الأخيرة. حاولت مايرا إلهاء الوحش بإطلاق حجارة حادة نحوه، لكنه ظلّ موجهًا غضبه نحو تايل وحده.

كان تايل يصرخ:
“لا أريد قتالك! أريد أن أساعد!”

لكن الوحش لم يفهم.

ومع تقدم الوحش، اكتشف تايل أن الرمح المغروز ليس مصنوعًا من الحجر… بل من معدن غريب لم يره في حياته.

أمسك بالرمح بكل قوته وسحبه، فانطلق صراخ الوحش عاليًا. ثم بدأ يتحرك ببطء… ثم هدأ.

اقترب الوحش من تايل، ثم تراجع إلى الخلف واختفى في الظلام، تاركًا وراءه آثار دماء زرقاء اللون.

الفصل السابع: الكهف الغامض

بعد تنفس الصعداء، أسرع الاثنان لإنقاذ الأطفال. لكن قبل أن يخرجوا، لاحظ تايل شيئًا مذهلًا…

رسوم غريبة على جدران الكهف تُمثّل:
– مذنبًا يسقط من السماء
– كائنات طويلة بأعين لامعة
– وبوابة دائرية تشبه الدوامة

قالت مايرا:
“هل تعتقد أن هذا حقيقي؟”

أجاب تايل:
“ربما الوادي شهد حوادث قبل آلاف السنين… حوادث لا نفهمها الآن.”

لكن ما لفت انتباهه أكثر هو الضوء الأزرق نفسه الذي ظهر الليلة الماضية.

كان يخرج من تجويف صغير داخل الجدار… خلفه حجر مستدير يشعّ بالإضاءة.

لم يستطع تايل فهم ماهيته، لكنه أخذ القطعة معه.

الفصل الثامن: الخروج من الوادي

بصعوبة شديدة، خرجت المجموعة من الكهف، ثم عبرت الوادي بسرعة قبل أن تغرق الأرض مرة أخرى في الضباب.

كان الأطفال بخير، لكنهم قالوا شيئًا أرعب القبيلة فيما بعد:

“لم يهاجمنا الوحش… كان يحاول إبعادنا عن الحفرة الأخرى.”

حفرة أخرى؟
مكان لم يصل إليه تايل ومايرا؟
وماذا يوجد هناك؟

الفصل التاسع: الحقيقة المفقودة

عندما عاد تايل إلى القبيلة، استقبله الجميع بالأفراح والهتاف. احتضنت الأمهات أطفالهن، وشكر الشيوخ تايل على شجاعته.

لكن القائد شالان لاحظ الحجر الأزرق الذي أحضره تايل. نظر إليه طويلًا ثم قال:
“لقد رأيت شيئًا مثل هذا في شبابي… في وادٍ بعيد. إنها ليست من صنع البشر.”

تجمّد تايل.

رحله الى زمان الديناصورات

تابع القائد:
“ربما الوادي يخفي أسرارًا أكبر مما نتخيله. أسرارًا من زمنٍ لا يعرفه أحد.”

الفصل العاشر: أسطورة الولادة الثانية

مرت أسابيع، وبدأت القبيلة تعيش حياتها الطبيعية، لكن تايل كان يفكر يوميًا بالحفرة الثانية، وبالوحش الذي لم يكن يستحق العدوان.

وفي ليلة قمرية، رأى تايل نفس الضوء الأزرق يرتفع من الوادي مرة أخرى… لكنه كان أقوى هذه المرة، وأقرب للأرض.

قالت مايرا التي وقفت بجانبه:
“ربما يريد الوادي أن يخبرنا شيئًا.”

ابتسم تايل وقال:
“وربما نحن مستعدون الآن لفهم الحقيقة.”

انطلق الاثنان إلى الوادي من جديد…
لكن هذه المرة، ليست لإنقاذ أحد…
بل لاكتشاف ما لا يعرفه أحد.

وهكذا بدأت رحلة جديدة… نحو أسرار أعمق من العصر الحجري نفسه.

تعليقات